الأربعاء، 13 مارس 2013

من رواد المدرسة الفنية الأولى

من رواد المدرسة الفنية الأولى
الأربعة الكبار خليل فرح و"سرور" وعمر البنا وكرومة.. إنهم فلتات الزمن ورموزه وعبقرياته ومصابيح إنارة العقول تميزوا بملامح تعبر أصدق تعبير لأغنية الحقيبة "المدرسة الفنية الأولى" عند ميلادها عام 1923م ومرحلة شبابها. فحافظوا على موسيقى الكلمة وقافيتها وعلى جزالة اللفظ وعمق معناه... فقدموا العديد من التجارب الفنية المتميزة ذات الألوان المتناغمة المتداخلة والمليئة بكم هائل من الشجن غير العادي.

كان التنافس موجودا بينهم الى جانب الحماس وحب الفن والإخلاص فالتنافس ليس بالشيء المعيب أو الرديئ بل هو ينمي الحياة الفنية ويجعلها تزدهر خاصة والفن عندهم ليس وسيلة للشهرة وجمع المال ولكنه رسالة إنسانية هادفة ووسيلة للتوعية والتثقيف... أما الإخلاص فهو أكبر سر وراء نجاح أي فنان لفنه.

ولد شاعرنا الكبير عمر البنا بام درمان عام 1901م بحي ود البنا.. نشأ وترعرع في بيئة دينية جوها يتآخى مع اللحن الأصيل والصوت الجميل.. فوالده كان عالما وشاعرا ومن اوائل السودانيين الذين تخرجوا في الأزهر إبان العهد التركي.. وفي فترة المهدية بايع الإمام المهدي وأصبح من المقربين إليه.. بدأ عمر البنا دراسته في خلوة الفكي أحمد عمر يحيى. والتحق بمدرسة أم درمان الابتدائية فيما بعد ولم يكملها بالرغم من تفوقه فقد كان أميز تلاميذها وأكثرهم حبا للشعر.

بدأ حياته بحفظ القرآن الكريم فتعلم فيه الحرف والكلمة الراقية والتعبير المتفرد في الدقة والأصالة والسمو ورقة الشعور وجمال الإحساس ونبالة المقصد، عشق الفن رغم معارضة والده الشديدة فقد كان يتمتع بصوت جميل. بدأ مشواره الفني بتقليد من سبقوه محمد ود الفكي وعبد الغفار شيخ الطنابرة وود الجوخ في عشرينات القرن الماضي.

بدأ عمر البنا في كتابة الشعر "الدوبيت" وعمره خمسة عشر عاما. وكان في كلماته سهولة شديدة جدا وبمجرد أن تقرأ تفهم النص الشعري كله. وأشعاره تدخل الوجدان مباشرة لأنها بلا زيف ولا خداع.. تجد نفسك ترددها ببساطة.. وعند ظهور أغنية الحقيبة.. صار يلحن أشعارها ويغنيها بنفسه ليصبح واحدا من أميز المطربين وكان قريبا من جمهوره لأنه يقدم فنا محترما. وبسبب هذا النجاح زادت شعبيته خاصة عند الفتيات... فحقق بذلك اسما فنيا وشهرة وأصبح حالة فنية هائلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق